التراجيديا اليونانية (خاص لعدسة الفن)

مسرح التراجيديا
بالبداية اصل كلمة تراجيديا يعود إلى العهد الاغريقي و الترجمة الحرفية لها" اغنية الماعز "
نسبة إلى طقوس مسرحية دينية كان يتم فيها غناء الكورس مع التضحية بالماعز في اليونان القديمة و هي مرتبطة بالحزن و المأساة و النهايات المؤسفة اما
تعريف و اعراب الكلمة حسب قاموس المعجم العربي الوسيط فهو  بمعنى"  مُحْزِن ، مأساويّ  "
و يضيف ارسطو  يمكن أن يشمل تغير الأحوال من سيء إلى جيد، ولكن أرسطو ايضاً يقول : إن التغير من الجيد إلى السيء هو الأفضل لأن هذا يؤدي إلى إثارة الشفقة والخوف داخل المتفرج... ووفقاً لأرسطو أيضاً فإن "هيكل العمل التراجيدي لا ينبغي أن يكون بسيطا بل معقدا وأن يمثل الحوادث التي تثير الخوف والشفقة
‎ارسطو  يعتبر الرائد في هذا الشأن
يقول (في كتابه (فن الشعر) ان (التراجيديا) هي" محاكاة لفعل جاد كامل ذي حجم معين بلغة منمقة تختلف طبيعتها باختلاف اجزاء المسرحيةبواسطة اشخاص يؤدون الفعل لا بالسرد وبحيث يؤدي الى تطهير النفس عن طريق الخوف والشفقة باثارتها لمثل هذه الانفعالات"
و هي تنحصر في ثلاثة اتجاهات
أ.الوسيلة ب.الموضوع ج.الطريقة
فاما الوسيلة اما ان تكون الكلمة او الايقاع اما بالنسبة الى الموضوع والمادة هي افعال الناس وهم على نوعين اما ان يضفي طابع الخير او الشر
اما الطريقة فهناك التصوير الدرامي وهناك التصوير القصصي ومع اتفاق الموضوع او اختلافه تختلف الطريقة 
إن التراجيديا اليونانية، نشأت بداية في أحضان طقوس عبادة الإله (ديونسيوس)، ثم خرجت شيئاً فشيئاً إلى أحضان الشعب لتصبح وسيلة ترفيهية وتربوية وتعليمية أساسية وفعالة، وقد أنشئت من أجلها المسارح والمدرجات العظيمة، وأقيمت المسابقات لاختيار أفضل العروض المسرحية لكتّاب التراجيديا المعروفين آنذاك ومن أشهرهم: (أسخيلوس وسوفوكليس ويوروبيدس) الذين كتبوا النصوص التراجيدية الدينية،
وعليه فقد ذكرت المصادر حول نشاة المأساة اذ ان نشاتها شانها شان بقية الفنون الاخرى عن طريق الشعائر والعقائد الدينية والاحتفالات المأساوية والطقوس
و قد تطورت عبر مرور الزمن
و هي عالعموم تصف علاقة الناس بالالهة
اما غاياتها فهي اخلاقية و الغرض منها التثقيف التربوي
اما اول كاتب تراجيدي فهو
( فيسبيد) 
أول كاتب تراجيدي أثيني، وقد عُرض أول عمل له في ربيع عام (534 قبل الميلاد)، وكان ذلك بمناسبة احتفالات (ديونسيوس)، ويعتبر هذا العام، العام الذي ولد فيه المسرح. ثم جاء (فرينيكوس) تلميذ (فيسبيد)، الذي كتب تراجيديا (الاستيلاء على ميلاتا) 
اما رائد التغيير فهو ( اسخيليوس)
الذي اضاف ممثلا ثانياً مما جعل طاقة الصراع اقوى و الاهداف اصعب
لكن زادها جمالية بسبب ما يحدث من حوار بين الشخصيات
اما ( سوفوكليس) اضاف ممثلا ثالثاً
الامر الذي اعطى للتراجيديا مفهوم آخر
من حيث قلة النصوص الغنائية و زيادة النصوص الحوارية لذلك قيل في حقه
بأنه هو الذي أرغم التراجيديا على النزول من السماء إلى الأرض، رغم ان التراجيديا بقيت محددة بثلاثة ممثلين فقط،،،
اما (يوربيديس) الذي قام هو الاخر بعمل جبار الا و هو جعل الابطال يظهرون بروح و مشاعر انسانية بالرغم من كونها اسطورية بحتة و اضفى عليها طابع الشخصيات النسائية التي شكلت كيمياء ساحرة على خشبة المسرح
الا ان المفهوم لشكسبير يختلف
« فالبطل الشكسبيري يملك قوة الاختيار، ولديه الإرادة الحرة، ولكن نقطة ضعف في شخصيته هي التي تؤدي إلى هلاكه وسقوطه. (فماكبث) مثلاً يؤدي به طموحـــه، و(عطيل) تؤدي به غيرته، و(هاملت) يؤدي به تردده وعدم اتخاذه القرار الحازم. وكان يمكن لهؤلاء الثلاثة أن يجعلوا من أنفسهم أشخاصاً أفضل. وكان يمكنهم أن يتعلموا كيف يسيطرون على نقطة الضعف الموجودة فيهم. لا شيء خارج ذواتهم يمنعهم من اختيار الطريق الصحيح الذي يعارض الخطأ أو الطريق المأساوي. ولكن مع أبطال التراجيديا اليونانية فليس هناك إرادة حرة. الآلهة تسيطر على مصير الإنسان، والإنسان لا يستطيع أن يجابه الآلهة»
و قد شكلت التراجيديا على مر العصور مادة دسمة للمسرح المعاصر فقد تحول بعضا اوبريتات عالمية و البعض الاخر افلام و جزء منها اصبح اقتباسات تكتب و تنشر في كل الادبيات..... اما بالنسبة للعرب فلم يظهر الا في القرن التاسع عشر ما بعد نصفه الثاني و يعتبر( مارون النقاش ويعقوب صنوع وأبو خليل القباني وجورج أبيض) رواد المسرح العربي
لكن فهناك من يقول إن المسرح العربي ولد وتطور غريباً عن المجتمع العربي نفسه، وما هو إلا تقليد للشكل الغربي، وإن ظاهرة المسرح في الثقافة العربية، لها خصوصية تميزها عن المكونات الأخرى في هذه الثقافة، كونها ولدت غريبة عن الذات الثقافية العربية،، لكن هذا لا يمنع من ظهور اسماء عملاقة تقدمت خطوات كبيرة في صناعة المسرح في  ستينيات– القرن العشرين– مثل  حلاق بغداد، وعلي جناح التبريزي) للكاتب المصري (ألفريد فرج) (والفرافير) للكاتب المصري (يوسف إدريس)، و(ديوان سيدي عبد الرحمن المجذوب ومقامات بديع الدين الهمذاني) للفنان المسرحي الشامل (الطيب الصديقي) من المغرب، و(الفيل يا ملك الزمان – ومغامرة رأس المملوك جابر وسهرة مع أبي خليل القباني) للكاتب السوري (سعد الله ونوس) 

( جُمعت من مصادر متعددة) 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العالم 🌍 و الحب